” لطالما قلت إنه إذا جاء اليوم الذي لا يمكنني فيه من القيام بواجباتي على أكمل وجه ووفقاً للتوقعات المطلوبة من الرئيس التنفيذي , فإنني سأكون أول من يعلمكم بذلك , لسوء الحظ لقد جاء ذلك اليوم “
بهذه الكلمات ختم ستيف جوبز مشواره كرئيس تنفيذي لشركة ( آبل ) رغم كل النجاحات التي حققها .. حيث أوصل شركته إلى الريادة في مجال صناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات بل أصبح ستيف رمزاً من رموز هذه الصناعة .. رغم هذا العطاء والإنجاز الغير مسبوق .. رغم تلهف الناس لكل ما تنتجه هذه الشركة وحرصهم على اقتناء كل جديد تطرحه في الأسواق .. حتى أصبحت منتجات آبل في كل بيت وفي كل شركة بل حتى في كل يد طفل من أطفالنا .. الكبير والصغير عشق هذه الشركة .. رغم ذلك كله .. إلا أنه يعلن استقالته ..
وأنا أقرأ الخبر .. ابتسمت ابتسامة الإحباط حينما تبادر إلى ذهني مسئولينا العرب وهم يتربعون على مناصبهم يديرون وزاراتهم ومنشآتهم بالبركة .. لا عقول مبدعة .. لا خطط مدروسة .. لا فاعلية ولا كفاءة .. والمشكلة الأكبر أنهم لا يستقيلون .. بل يُقالون – طبعا بناءً على طلبهم – ..
أقول في نفسي .. يا رجل أحسن الظن .. ربما هم لا يريدون الاستقالة لأنهم يريدون تحقيق إنجازات عجزوا عن تحقيقها طيلة الخمس أو العشر أو العشرين سنة التي أمضوها على كراسيهم الدوّاره ..
أو ربما لأنهم يخافون على مستقبل الأمة حينما يتنحون عن منصبهم فتغرق في بحور الظلام والتخلف ..
صحيح يا ” ستيف ” أنت لست كمسئولينا العرب تشعر بمسئوليتك تجاه منشأتك وتخاف عليها كما يخافون هم عليها لماذا لا تتعلم منهم .. ؟!
بعد أن أعلن ” ستيف جوبز ” استقالته ثارت ردود الأفعال من هنا وهناك .. وفي كل بقاع الأرض .. وأبدى الناس تخوفهم وقلقهم على مستقبل ” آبل ” وعلت على وجوه الناس ملامح عدم الرضا بتنحي ” الرئيس ” .. فقلت في نفسي .. لماذا إذا أُعلن عن إقالة أحد مسئولينا – بناءً على طلبه – تنفسنا الصعداء .. ورقصنا ليلنا كله .. ؟!! مع أنهم يخافون علينا أكثر من خوف ” ستيف ” على ” آبل ” .. فأجبت نفسي .. ربما لأننا نريدهم أن يرتاحوا من عناء الكد والكدح من أجلنا .. ففرحنا لهم بذلك .. أليس كذلك ؟! ..
لم يستقل ” ستيف ” لأنه يريد أن يرتاح .. بل لأنه أوصل شركته للريادة وشعر أنه قدم كل ما لديه .. فأراد أن يحفظ هذا الإنجاز ليخلده التأريخ .. ويفتح المجال لعقول جديدة لتحافظ على ذات النجاح بنجاحاتٍ أخرى ..
الفرق بين ” ستيف ” وبين مسئولينا .. أن ” ستيف ” وقع في حب عمله وهم وقعوا في حب كراسيهم .. ” ستيف ” عمل على تحقيق النتائج للوصول للهدف وهم عملوا على تحقيق المهام فقط .. ” ستيف ” تصرّف بجنون وعمل بإبداع وسلك الطريق الذي لا يسلكه الآخرون وهم يكررون نفس النسخ وليس لديهم وقتٌ للجنون والإبداع ..
لن ينسى العالم ” ستيف جوبز ” ولكن كم مسئول أو رئيس عربي نسيناه ؟!
استدراك .. من المؤكد أنك تقول هذه المقارنة مع الفارق .. فـ ” ستيف ” عمل لأجل شركته التي يملكها .. ولو أنه كان موظفاً لم يفعل ذلك .. فأقول .. من يحترم نفسه سيعمل باحتراف في أي مكان وجد فيه ..
انا ما نسيت القصيبي :”(
إعجابإعجاب