في لحظات ندرك أننا لابد أن نتأمل

ونستوعب أين نضع أرجلنا وخطانا ..

في لحظة صفاءٍ نختلي بها مع أنفسنا

نرتب فيها أوراقنا من جديد

نحس أننا بدأنا نستوضح الوجهة

ثم بعدها نتقدم ..

وسوف تختفي تلك الصخور والرياح

وتتبدل مكانها رياض وارفة

وروابي مفعمة بعبق العبير ..

فقط هي لحظات صفاء نرتب فيها أوراقنا

ونصارح فيها أنفسنا ..

حينما تمر بنا الأزمات  لا بد أن نقف للتفكير

 دون أن ننجرف وراء أحزاننا

فالانجراف خلف الحزن يضيع طريق العودة من جديد ..

لا شيء في الحياة مستحيل

فكما الحزن موجود فكذلك السعادة موجودة في متناولنا ..

حينما لا نستطيع أن نتعامل مع موقف أو مع شخص يجب أن نقف للتأمل

قبل أن نكسر القلم ونمزق الأوراق ..

سنجد أنفسنا شربت من معين الثقة وارتوت من أنهار الرضا ..

الحياة تركيبة معقدة

لن نستطيع فهمها والتعايش معها بقراراتٍ سريعة وردات فعلٍ متعجلة ..

الحياة تحتاج لمن يقف ويتأملها كي يفهم لغزها

نفوسنا نحتاج أن نتأملها كي ندرك ما تريد وما لا تريد ..

ما تتقن وما لا تتقن .. كي لا نقيدها بما لا تشتهيه

التأمل دليل على رقي التفكير ورجاحة العقل

حينما تختلي بنفسك

أو تسترخي أمام بحرٍ يصافح موجه رمال الشاطيء بعذوبة

 وأنت مستلقٍ على ظهرك في ليلةٍ نجومها متلألئة

انظر إلى السماء واسرح بمخيلتك وتأمل ..

أعط عقلك فرصة التحرر من الشحن وعقد الغضب ..

افهم الآخرين وليس بالضرورة أن يفهموك ..

إفهمهم لتشعر بالارتياح أولاً ولتؤثر فيهم ثانياً

لا بد أن نتأمل ..

فالعقل ليس آلةً ساذجة ..

إنه عضلةٌ ذكية .. تحتاج للتمرين .. ومرانها التأمل ..

انظر لمن يتهور في لحظات الغضب

ألست تتعجب وتضحك من تصرفاته حينما تتأمله ..

كذلك أنت حينما تتعامل مع المواقف الصعبة بدون تأمل ..

تأمل حتى لا تخسر نفسك ..

حتى لا تخسر الحياة المليئة بالفرح والسرور ..

حتى لا تخسر أحبابك ومن يهمهم أمرك ..

قال تعالى ( إن في ذلك لآياتٍ للمتوسمين ) سورة الحجر 75

أي المتفرسين المعتبرين المتأملين