هل المدينة الإعلامية حلاً ؟

3881643_mega1

 

لسنوات مضت والجميع يتحدث عن الإعلام في المملكة ودوره الغائب أو المغيّب وهذا سؤال كَثُر طَرْقه وتناول الأقلام له .

جاءت الأوضاع السياسية المضطربة في الآونة الأخيرة والتي حسمتها المملكة بعد توفيق الله بعاصفة الحزم , فثارت الأقلام من جديد على الإعلام ودوره وانتقدت ضعف أدائه وتأثيره في المعركة الإعلامية المصاحبة للحرب على الحوثي .

وهذا النقد والهجوم بلا شك له مبرره فإعلامنا لا زال متأخراً جداً عن مواكبة أي حدث بالصورة التي تليق سواءً في الشأن السياسي أو الاقتصادي أو الاجتماعي , لكن المشكلة الحقيقية أن نقدنا دائماً يحوم حول السطح الذي تظهر فيه رؤوس المشاكل ونحاول أن نجد حلولاً لقطع هذه الرؤوس بينما تبقى الجذور راسخة عميقة لتنبت الرؤوس مرة أخرى , إننا إن أردنا امتلاك إعلامٍ رصين حصيف له تأثير ملموس وجذب فاعل , فيجب ألا نتعامل مع نقد ظواهره بسطحية وسذاجة .

الكثير من النقّاد في الساحة الإعلامية كانوا سابقاً يوعزون مشاكل المؤسسات الإعلامية في المملكة إلى عدم وجود سقف مرتفع من الحريات في تناول القضايا المختلفة , ومع مرور الوقت وولادة السلطة الخامسة ممثلةً بشبكات التواصل الاجتماعي والمدونات والصحف الإلكترونية استطاع الإعلام أن يحظى بقدر جيد من الحرية على الأقل أفضل حالاً مما كان عليه من قبل , إلا أن ضعف الأداء لا يزال موجوداً , مما يدل أن ثمة مشاكل أعمق من مسألة سقف الحرية وإن كانت الحرية مطلباً بلا شك.

في الآونة الأخيرة تعالت الأصوات لإيجاد مدينة إعلامية للنهوض بالمستوى الإعلامي واجتثاثه من القاع القابع فيه , وهذا بلا شك مطلب مهم وحيوي حيث سيهيأ بيئة مشجعة وسيستقطب العديد من الاستثمارات في هذا المجال , لكن من وجهة نظري أن إيجاد مدينة إعلامية وحده لن يخدم أي توجه إيجابي للإعلام في السعودية ما لم يتبنى القائمون على الإعلام عدة قضايا أساسية :

  • صناعة “إعلامي” بمواصفات احترافية وسلوك مهني يقوم على تأهيله فكرياً وسلوكياً بدءً بمناهج التعليم العالي لتخصصات الإعلام وانتهاءً بالتطوير المستمر للإعلاميين في الساحة وإصدار الرخص المعتمدة بمواصفات ومعايير عالمية .

  • التشديد على قيم وأهداف الإعلام الكبرى , كدعم التنمية وترسيخ الوطنية وتوجيه الحشود وغيرها .

  • استخدام أحدث التكنولوجيا ووسائل الإبهار والجذب ووضع معايير للجودة لما يعرض على الجمهور .

  • استقطاب مزيج من النخب على كافة المستويات لتحديد احتياجات الوطن وتحدياته المستقبلية والتي يجب أن يساهم فيها الإعلام وذلك لإعادة صياغة استراتيجية الإعلام وفق تلك الاحتياجات .

بعد ذلك اعتقد أن التوجه نحو المدن الإعلامية خيار مُلحّ ومهم فعلاً كي نستطيع المُضي قدماً نحو التنمية الشاملة التي تلوح معالمها في الأفق في عهد خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبدالعزيز – حفظه الله – .

الإعلان

اترك تعليقًا

إملأ الحقول أدناه بالمعلومات المناسبة أو إضغط على إحدى الأيقونات لتسجيل الدخول:

شعار ووردبريس.كوم

أنت تعلق بإستخدام حساب WordPress.com. تسجيل خروج   /  تغيير )

Facebook photo

أنت تعلق بإستخدام حساب Facebook. تسجيل خروج   /  تغيير )

Connecting to %s

%d مدونون معجبون بهذه: